يتيم في حضرة أمي
مأساة تباع من قبل أبيها لمن يدفع أكثر بعقد زواج. لرجل بلا رحمة عاملها بساډية ثم ألقاها في النهاية بالشارع محرومة من المأوى و الأنكأ من ذلك. محرومة من أمومتها. من طفلها الذي يبدو انها تكن له حبا.
منحتها منديلى لتجفف دموعها فأخذته منى على مضض وهي تمسح به دموعها الخائڼة نظرت إلى ملامحها الجميلة رغم سنوات عمرها المتقدمة. وأنا اقول بهدوء وليه مدورتيش على إبنك ليه رضيتى بقدرك ومحاولتيش تغيريه
ابتسمت بمرارة قائلة هغير قدرى إزاي وهو مكتوبلى وهعمل إيه أدام جبروت راجل عنده فلوس وسلطة تمحينى من حياته وتخليه يبعد عنى بعد السما عن الأرض هلاقيه إزاي وهو مش عايزنى ألاقيه وحتى ان لاقيته هيدمرنى في ثوانى
نظرت إلى نظرة طويلة غامضة لم أدرى كيف أفسرها لتتجرع كأسها ثم تقول بهدوء هو كويس من غيرى الماضى بتاعي هيدمره.
قلت في أمل بالعكس هيفرح لو لقاكى أنا متأكد.
تأملتنى للحظة قبل أن تقول مستحيل ياسى الأستاذ. مين بس اللى هيعوز أم خاېنة في حياته
عقدت حاجبى قائلا في حيرة فين الأم الخاېنة دى
نظرت إلى عينى مباشرة وهي تقول بحزم أدامك أهى.
تراجعت بظهرى للوراء في صدمة لتبتسم في مرارة قائلة أيوة أنا. خنته. خنت جوزى ومش ندمانة.
لم أستطع أن أتفوه بكلمة لتتراجع هي الى الوراء بدورها وترمقنى مجددا بكسل قائلة بصراحة مشيت ورا قلبى وبعديها عشت لنفسى ونسيت ابنى وقلت أجرب أعيش مرة لمزاجى وبس. ها. قولى بقى. بعد ماسمعت قصتى لسة مصمم تساعدنى
نهضت وكدت أغادر ولكن لا أدرى لم توقفت ومددت لها يدى بمفكرتى وقلمى قائلا طيب ممكن تكتبيلى إسم جوزك هنا
نظرت إلى في دهشة قائلا لسة مصر تساعدنى
قلت بهدوء مش عارف. يمكن. ويمكن هو الفضول وبس.
زفرت بقوة ثم أمسكت المفكرة وخطت داخلها اسمه لتناولنى اياها وهي تشير إلى بالذهاب.
أخذت المفكرة وخرجت من الملهى لأفتح المذكرة بهدوء وأقرأ الاسم المدون بها. سعيد الراوى.
اتسعت عيناي وأنا أشعر بالصدمة تغمر كيانى ظللت هكذا لثوان أتذكر كلماتها كل حرف تفوهت به. لأطلق ضحكة ساخرة مالبثت ان تبدلت بأخرى دامعة. أمسكت الورقة والتي خط بداخلها الاسم ومزقتها الى فتات ثم إبتعدت بخطوات حزينة وظهر منحنى وقلب منفطر. قلب أدرك اليوم حقيقة مؤلمة قاسېة فمن كنت أظنها مثال للطهارة من تحملت الحياة مع رجل سادى فقط من أجلى. من أخبرنى والدى أنها متوفاة اليوم ومنذ لحظات اكتشفت أنها حية ولكنها مع الأسف ماټت ماټت بقلبى للأبد بعد سماعى لاعترافاتها منذ قليل. فبالفعل لن استطيع ان امنحها غفرانا لا تستحقه. ومعرفتى بحقيقتها أشقتنى.
عذرا ربما شعرتم بالحيرة للحظات ولكن كل شيئ سيتضح لكم حين أعرفكم على إسمى فأنا أدعى أكرم أكرم سعيد الراوى.
الفصل الثاني
كنت أجلس في الظلام أحاول أن أجمع شتات نفسى المبعثرة منذ أن عرفت حقيقة الماضى التي أخفوها عنى أمى خائڼة. تحطمت تلك الصورة التي رسمتها لها طوال أعوام عمرى التسعة والعشرون وټحطم معها كياني المهترئ سمعت طرقات على الباب ثم دخول أحدهم الذي أشعل الضوء فوضعت كفى على عيني أمنع عنهما هذا الضوء الذي آلمنى.
سمعته يفتح النافذة فرفعت كفى عن عيني وأنا أحاول التأقلم مع الضوء فرأيته قادما نحوى يستطرد قائلا ممكن بقى أعرف قاعد في الضلمة كدة ليه ومبتجيش الشغل ليه ياأستاذ
لم أقوى على مواجهة نظراته فأشحت بناظري عنه وأنا أنهض من السرير أمسك علبة سجائري من على الكومود وأسحب منها سېجارة لأجده ينزعها منى قائلا في