يتيم في حضرة أمي
حياته شغله وبس ممل أوى لا بيحب الخروج ولا الحفلات ولا السهر. ودايما ساكت وكأنه مجبور علية أو مش طايقنى.
قال صلاح بس وحيد أبوه وبكرة يورث كل فلوسه اللى هتبقى فلوسك. ياهبلة أكرم طيب ولما هتتجوزيه هيبقى من إيدك دى لإيدك دى هتشكليه زي ماإنتى عايزة وهتبقى حرة وانتى معاه حتى لو مبيحبش الخروج والحفلات هيسيبك تخرجى وتعملى اللى انتى عايزاه ومش هيخنقك ولا يخلى نفسك في حاجة. ده عريس الكل بيتمناه ويحلم بيه ولا نسيتى نورسين بنت خالتك اللى كانت ھتموت عليه.
إبتسمت صافيناز قائلة بعيون تلمع فاكرة طبعا وفاكرة كمان إنى فزت عليها.
إبتسم صلاح قائلا بنت أبوكى بجد انتى من ناحية وأنا من ناحية وقعناه بس ياريت بقى نخلص من الموضوع ده لإن أبوكى قرب ينكشف ووضعه المالى يبان وساعتها ياحلوة سعيد نفسه اللى هيرفض الجوازة دى وهنضيع كلنا.
أمسكت صافيناز بيد والدها قائلة مبقاش صافى يابابى ان مكنش أكرم يتجوزنى في أقرب وقت. اطمن.
إبتسم صلاح وهو يشد على يدها. قائلا طب يلا ياقلب أبوكى نخرجله إتأخرنا عليه وأنا ماصدقت عرفت أجيبه معايا.
أومأت برأسها قائلة إسبقنى إنت وأنا هغير هدومى وأحصلك.
الفصل الثالث
توقفت متجمدا وأنا أرى تلك اللافتة التي تحمل إسم هذا الملهى الذي يضم بين جنباته وجعى وألمى المتمثل في تلك السيدة الجميلة والتي يصدح صوتها الآن يصلنى فيذبذب أوتار قلبى. جئتها رغما عنى قادتنى خطواتى إليها دون إرادتى ربما رغبت بالإبتعاد ولكن يبدو أن لقائي بها قدرا لابد منه. حاولت إقناع نفسى بأنها رغبة قلب أراد ډفن ماضيه ولكنه رغب بإلقاء نظرة أخيرة عليه.
فتنهدت بإستسلام وأنا أدلف إلى الملهى ليقع بصرى عليها على الفور وجدتها تغمض عيناها وهي تشدو أغنية رائعة. وكأنها تستشعر حروفها. جلست في هذا الركن البعيد المظلم. أستمع إليها بدورى كباقى الحضور. تصلنى كلماتها فتدمى هذا القلب الذي أراد بكل دقاته أن يصدقها ولكنه رغما عنه أيضا ېكذب ذلك الحنين بصوتها.
لم أدرى هل هذا الحنين في صوتها يخص شخصا آخر بحياتها أم ربما يخصني هل تخص بهذا الشوق بين طياته حبيبا ضائعا أم تخصنى أنا به ولدها الوحيد الغائب عنها. لأنفض هذا الإحتمال الأخير رافضا فأمثالها من النساء لا يعرن أولادهن اهتماما. ينجبهن للحياة ثم يلقين بهم بين غياهب المجهول و تستمر الحياة تماما كما استمرت معها.
كم تمنيت أن أقول أن كل ماأنا وكل ماسأكونه كان بفضل أمى ولكننى لاأستطيع قول ذلك فقد غابت عنى أمى وتركتنى أعانى مرارة اليتم وها أنا ذا مازلت أعانى تلك المرارة. يتيم أنا في حضرة أمى.
مسحت دمعة تسللت إلى وجنتى وأنا ألقى نظرة أخيرة عليها لأجدها قد فتحت عيونها بعد إنتهاء الأغنية تنظر مباشرة إلي أو هكذا خيل لى نهضت ببطئ أودعها بنظراتى الوداع الأخير لأدرك أنها حقا تطالعنى بنظراتها التي عكست مشاعر عديدة لم أمنح