السبت 23 نوفمبر 2024

يتيم في حضرة أمي

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز


نفسى وقتا لأحاول تفسيرها إلتفت مغادرا ثم تجمدت في مكانى وأنا أسمع الشهقات من حولى وصوت صړاخ فتاة قائلة خالتى تحية فوقى ياخالتى.
إلتفت بسرعة لأرى أمى رابضة على الأرض تقبع رأسها في حجر فتاة تصرخ مستنجدة بينما تعلقت عيناي بعيني والدتى المغمضتين وجدت نفسى أهرول بإتجاهها. أنحنى وأحملها بين يدي بسرعة بينما تقول تلك الفتاة ربنا يخليك خدنا على أقرب مستشفى خالتى هتروح منى ياريتنى ماسيبتها تنزل ياريتنى.

لم أنظر إليها ولم أعرها إهتماما فقد كان جل همى تلك المرأة القابعة بين يدي أخشى بقوة أن أفقدها لأدرك في تلك اللحظة أننى لا أهتم إن كانت زوجة خائڼة لأبى أو أم تخلت عن طفلها فقط أنا أريدها في حياتى حية ترزق وكفى.
أسرعت إلى سيارتى أحمل أمى وتلك الفتاة خلفى تبكى وتنوح تصيبنى بۏجع في الرأس لا يحتمل كدت أن أتركها خلفى لأتخلص من نواحها ولكن حبها الواضح لوالدتى منعنى لذا إكتفيت بأن ڼهرتها بحدة قائلا هتركبى معايا تبقى تخرسى خالص أنا فية اللى مكفينى وعلى آخرى. مفهوم
ضمت شفتاها بقوة وهي تومئ برأسها على الفور وكأنها تخشى أن أنفذ تهديدى وأتركها راحلا مع خالتها التي يبدو أنها تحمل لها في قلبها حبا كبيرا بينما أحمل أنا لها في قلبى شفقة إمتزج بحب فطري إنتصر على غضبى ونفورى في الوقت الحالى.
مؤلمة تلك الدمعة التي تسقط إحتياجا تبغى بها طمأنينة فتعجز عن منحك إياها.
ومؤلم هذا الخۏف من الفقدان يضرب قلبك فيصيبه بچرح ېنزف ېصرخ قلبك مطالبا بالرحمة تستنجد بمن ينقذك فلا تجد سواك ليستمر الچرح ڼزيفا حتى المۏت.
كنت أجول أمام باب حجرتها بتلك المستشفى الخاص أنتظر خروج الطبيب منها ليبث في نفسى الطمأنينة أشعر أنى أكاد أجن رن هاتفى للمرة الخمسون ولكننى لم أعره إهتماما فعلى الأرجح أنه إتصالا آخر من خطيبتى وأنا لست بمزاج جيد أبدا للحديث معها وليس لدي طاقة الآن لحديثها الفارغ والذي يصيبنى بالملل حانت منى نظرة إلى تلك الفتاة التي تجلس في هذا الركن القريب من الحجرة تبكى وترتعش تتمتم بما يبدوا أنها بعض الآيات القرآنية تأملتها للمرة الأولى إنها فتاة جميلة الملامح متوسطة البنية ترتدى حجاب يخفى شعرها الأسود الذي تدلت منه خصلة شاردة على بشړة بيضاء جميلة عيونها في لون الليل السرمدي تظللهما دموعها الغزيرة.
منذ أن وصلنا إلى هنا وهي تجلس في مكانها تبكى في صمت لم تقترب منى مجددا ربما تخشى ثورتى كما يبدو اقتربت منها فإنتبهت إلي وأدركت أنى أطالعها متفحصا ملامحها لتسرع بتعديل حجابها ومسح دموعها بكفها كالأطفال وقفت أمامها تماما فنهضت ببطئ قائلة بإرتباك احنا متشكرين أوى على وقفتك معانا ياأستاذ اتفضل انت بقى وأنا...
قاطعتها قائلا هي تقربلك إيه
زاد إرتباكها وهي تقول بإضطراب مربيانى وفي مقام أمى الله يرحمها.
لم أدرى لم شعرت بالڠضب هل لإدراكى أنها تخلت عنى بينما لم تتخلى عن تلك الفتاة وقامت بتربيتها أم لإننى فقط لم أتخيلها أما لغيرى
طال صمتى فرأيتها تتململ وعيونها تتعلق بذلك الباب مجددا لأقول بهدوء هي أول مرة يجرالها كدة
هزت رأسها نفيا قائلة بحزن مش أول مرة هي تعبت من فترة وأغمى عليها ولما وديناها للدكتور قال إن قلبها يعنى تعبان شوية ومنعها من السهر والشرب حاولت معاها كتير قلتلها ان شغلى يكفينا احنا الاتنين بس هي اللى دماغها ناشفة.
مريضة بالقلب تبا. ماأصعب هذا الخبر وهو يقع على مسامعي لأول مرة لقد وجدتها لأفقدها مجددا على مايبدو. شحب وجهى وشعرت بالدوار لتسرع تلك الفتاة وتمسك بيدى تساعدنى على الجلوس وهي تقول بسم الله الرحمن الرحيم مالك ياأستاذ تعبان. أندهلك الدكتور
طالعتها بعيون زائغة لا أدرى بم أجيبها لتزداد ملامحها قلقا وهي تقول لا حول ولا قوة الا بالله. رد علية ياأستاذ الله يرضى عليك أنا مش ناقصة مصايب.
ابتلعت ريقى ثم قلت بهدوء لا أشعر به أنا كويس متقلقيش.
كادت أن تتفوه بشيئ ما ولكن خروج الطبيب من الحجرة قاطعها لتسرع إلى الطبيب بلهفة أتبعها أنا بوهن وبقلب منقبض الأسارير لينقل الطبيب بصره بيننا قائلا للأسف عندها انسداد في الشريان التاجى وبسبب الاهمال في العلاج الحالة بتتأخر ولو
 

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات