الحصان الاعمي
الريح وقد أخذ تعهدا على نفسه بأنه مهما حدث من أمور فلن يبيع حصانه الوفي هذا أو يطرده في يوم من الأيام حتى ولو أصابته الشيخوخة. وقد أمر السايس بان يقدم لحصانه يوميا ثلاثة مكاييل من أحسن معهما أنواع الشوفان والشعير ثم أسرع الشبعان إلى أولاده وزوجته على الفور للاطمئنان عليهم ولم يشرف بنفسه لحظة عودتة على إطعام حصانه بل تركه اللسايس الكسول الذي لم يحسن العناية بالحصان كما يجب فقد أخطأ السايس حينما سقى الحصان ماء مباشرة بعد هذه الرحلة الشاقة إذ كان ينبغي عليه أن ينتظر الوقت الكافي الراحة الحصان ثم يسقيه بعد ذلك ونتيجة لذلك بدأ يضعف الحصان وقد بدا عليه السقم ثم فقد بصره أخر الأمر.
حل الليل وبدأ الثلج يتساقط وأصبح من الصعوبة بمكان أن يرقد هذا الحصان المسكين على أرض مليئة بالأحجار الصغيرة الصلبة وفي جوثلجى قارس البرودة وبقي الحصان واقفا لم يتحرك من مكانه ساعات طويلة وأخيرا شعر بالجوع فاضطر إلى البحث عن طعام له فسار المسكين الأعمى وهو متعب دون توقف رافعا رأسه إلى أعلى ويتشمم في الهواء ربما يعثر في مكان ما على بقايا حزمة من الدرس تكون مدلاة من أحد السقوف القديمة .