بقلم فرح طارق
وهي تنطلق مع الرياح.
على الجانب الآخر في منزل سيف
جلست وفاء أمام ذاك الفتى عن الطعام منذ أن جاء من عند جدته واردفت بمكر
يعني مش هتاكل يا أسر هتسيبني أكل وبعدين أقف اعمل كيكة لوحدي
اجفلت عيني الطفل قائلا بسعادة
لأ نعمل بسكويت بحبه اكتر .
طيب يبقى تاكل دلوقت عشان نعمل بسكويت واخليك تساعدني فيه.
شرع أسر بتناول طعامه بينما نظرت وفاء نحو الدرج ل ترى چيدا تهبط أمامها.
هو سيف لسة ف اوضته قالي هيطلع يجيب حاجة ونازل !
تلاقيه نام عشان متعود يقعد ف اوضته ف الوقت ده ف ممكن يكون نام.
ابتسمت چيدا ثم اردفت بمرح
أو هو وليان ف جو رومانسي دلوقت يلا هعملي انا وانت نسكافيه نشربه سوى.
ابتسمت لها وفاء وهي تشعر بالمحبة نحوها ف منذ أن جاءت چيدا وهي تتقرب من ابنتها ومنها بشكل دائم ولكن بلطف
نهضت چيدا من مكانها قائلة
لا خليك هعمله أنا وكمان انت دلوقت قربتي على الشهر السادس ف عايزين راحة شوية ممكن خليك بقى وأنا هعمل .
في الأعلى تحديدا في غرفة سيف
كان يجلس بتوتر ف قد أخبره فهد بأنه قادم اليوم كل ثوان ينظر للساعة يجد معاد وصولهم قد اقترب يشعر وكأنه يريد الذهاب له ليأتي به بنفسه ف هو أصبح لا يقوى على انتظار قدومه حقا !
نظرت نحو باب المرحاض بحيرة وتشتت بين هل تخبره الآن أم تنتظر هو
غير قادرا على إستقبال ما يحدث حوله هل تضيف عليه أمر حملها أيضا إنه مضطرب نفسيا الآن ! داخله تشتت كبير نحو كل شيء هل تزيده عليه وتخبره بأنها حامل
ضمت جهاز الإختبار داخل صدرها وهي تمسح دموعها لتخبئه وتخرج من المرحاض..لتجده جالسا مثلما تركته.
اقتربت منه ثم جلست بجانبه واردفت بتساؤل ويدها موضوعة على كتفه
رفع سيف رأسه وهو يخرج تنهيدة من داخله ليرجع برأسه للخلف ويلقي بها على الفراش بينما ظلت هي مكانها تنظر له فقط .
نهض سيف مرة أخرى وامسك يدها واردف
كل ده كان ليه
عقدت ليان حاجبيها بعدم فهم ليسترد سيف حديثه
لما أنا ف الآخر هرجعهم ليه أعيش كل اللي عيشته ليه قلبي يشوف الأڈى ده كله لما انت ف الآخر وهتفضلي تحاولي نرجع علاقتنا اللي مكنتش موجودة ف الأساس ليه اتخليت ف البداية ف اكتر وقت احتاجت ايديك تتمد ليا فيه ليه يا ليان
تنهدت ليان وضمت يده بين يديها واكملت بهدوء
دي محڼة مينفعش نقول لمحڼ ربنا بيحطها فطريقنا واللي اكيد وراها سبب دي ليها يا رب مش كل الأسباب بنشوفها بعنينا أوقات ربنا بيبتليك بحاجة لو مكنتش حصلت كان حصلك حاجة اكبر حاجة مش هتشوفها غير لما تتحط فيها ف مش دايما بنشوف الأسباب يا سيف.
صمت سيف وظل ينظر لها بشرود بينم دا أخذت ليان شجاعتها واردفت
ممكن عوضك بأنك تكون أب عندك طفل من صلبك يقولك بابا.
لحظة صمت مرت على الاثنان ليان تراقب تحول ملامح وجهه التي باتت تتحول بينما تجمدت ملامح سيف يشعر ب خفقان قلبه فور نطقها شعورا تسرب لقلبه لا يعلم مصدره ! جملة نطقتها كانت كفيلة بإحياء مشاعره من جديد ماذا أن أخبرته بأنها ليست مجرد كلمات نطقت بها بل هي حقيقة ستكن خلال بضعة أشهر قط !
نهضت ليان من مكانها بتوتر من نظراته لها واردفت
ه هنزل اقعد مع ماما وچيدا تحت .
نهض سيف خلفها وامسك يدها واردف بلهفة
ليان يعني احنا ممكن نخلف ده قصدك صح
حركت ليان كتفيها بعدم فهم
ومش ممكن ليه
ترك سيف ذراعها وأخذ يتحدث وهو يقترب منها
انت ناسية كلامك أو ناسية اللي عملتيه
كادت أن تتحدث ولكن قاطعها سيف بلهفة
بصي طيب أنا مستعد أنسى.. أنسى كل حاجة حصلت ونبدأ انا وانت تاني و..ونكون عيلة مع بعض يا ليان أنا عاوز كدة وانت مكنتيش مستعدة صح انا اللي اتسرعت ممكن زي ما انا دلوقت مش مستعد لعلاقتي بأهلي انت كمان مكنتيش مستعدة ليا يا ليان
سيف وجهها بين يديه وأكمل بنبرة مهزوزة تداخلت معها دموع عينيه
ليان.. انا بحبك محبتش غيرك ولا هحب انت ملكت قلبي مش قادر أبعد بحاول معرفتش ولا عارف اقسى عليك شوية حتى دايما عمال أحط ليك مبررات ! مش عارف إيه نهايتها بس عارف إني بحبك.
يشعر وكأنها الملاذ الخاص لچروحه قط! كلماتها كانت ك مثل تلك القشة التي القتها لتنقذه من غريق أفكاره وتشتت عقله.
أحيانا نكن كالغارقين نتعلق بأي شيء غابر وسط المحيط من حولنا خاصة.. أول شيء يمتد لك حتى وإن كان دون قصده ف تجد نفسك تتعلق به وتراه منقذك من هلاك عالمك.
ل .
في مساء اليوم توقفت السيارة بمدخل الفيلا ليأتي الأمن الذي أرسلهم ياسين لحماية الڤيلا هبط فهد من السيارة واعطى المفاتيح لهم ونظر ل حور النائمة بجواره ليبتسم لها ويميل نحوها يحملها بين ذراعيه ف هم مر يومين حتى وصلوا للمنزل..
شعرت حور به وهو يحملها لتفتح عينيها وهي تنظر حولها لتثبت انظارها بمواجهة عيني فهد.
حمحم فهد وهو يطرد تلك المشاعر اللامتناهية التي باتت تصيبه لمجرد الإقتراب منها قط.
انزلها من بين ذراعيه واردف بصوت حاول إخراجه بنبرة جدية
وصلنا البيت .
رأى تلك الدهشة بعينيها ليكمل حديثه
ده بيت سيف أخويا ف الغردقة مامتك وليان هنا بعيد عن كل الدوشة اللي ف القاهرة لحد ما الأمور تتحسن.
وهي الأمور وصلت ل ايه
تنهد فهد وهو لا يدري بما يخبرها ! هل محمد ليس والدها وأنه هو وكريم أعمالهم غير شرعية هل يخبرها بأن لهم صلة بمايكل !
حركت يديها أمام وجهه قائلة بدهشة
روحت فين
امسك فهد بيدها واردف وهو يسير بها للداخل
هندخل يا حور وهشرحلك كل حاجة لأنها قصة طويلة ماشي
ماشي يا فهد .
وقفوا أمام باب المنزل بإنتظار أن يفتح لهم أحد الباب لتبتسم
حور وهي تجد والدتها أمامها ومعدتها بارزة أثر الحمل !
طالعتها بإشتياق لترتمي بين وهي تبكي بكثرة على تلك المدة التي قضتها بعيدا عنهم.
وحشتيني اوي مش متخيلة إني شوفتك أوقات كنت بحس بيأس من إني أرجع تاني .
لم تجيبها والدتها بل ظلت تقبل كل إنش بها وهي تبكي تقبل كل شيء قابلها..وجهها رأسها تمسك يديها وهي تقبلهم بإشتياق أم.
بينما في الأعلى..
ليان.
وأنا كمان بحبك على فكرة .
استمع سيف لطرقات أسر على باب غرفته قائلا بحماس طفولي
عمي بابا جه .
اجفل سيف عينيه بعدم تصديق لينهض وليان خلفه يستعدوا للنزول للأسفل.
ركضت ليان نحو شقيقتها وهي تجدها جالسة بين والدتها وفهد يجلس يضم چيدا الباكية ..وعلى الجانب الآخر.. أسر ابنه .
اندفعت ليان حور غير مصدقة لرؤيتها أمامها ! الدموع ټغرق عينيها من هول الصدمة والسعادة مشاعر مختلطة تتداخل مع بعضها البعض صدمة..تشتت..سعادة..عدم تصديق للأمر كل المشاعر باتت تهاجم قلبها الآن.
ظلت تقبل وجهها قائلة بعدم تصديق
وحشتيني وحشتيني يا حور وحشتيني اوي اوي.
ابتعدت عنها واكملت وهي تصفق بيدها
مش مصدقة انت رجعت خلاص !
عادت مرة أخرى ليخرج صوت حور اخيرا
أيوة جيت ومفيش حاجة تانية هتفرق بينا .
أخذتها ليان وجلست على الأريكة واردفت بسعادة
أيوة مفيش أصلا محمد طلع عمك مش ابوك جده اللي يسامحه هو اللي عمل كدة بس خلاص كلهم طلعوا من حياتنا مفيش غيري انا وانت وماما والبيبي اللي هيجي وبس.
بينما على الجانب الآخر فهد شقيقه بحفاوة بينما اردف سيف بإبتسامة
حمدلله على سلامتك.
عامل ايه دلوقت أفضل
نظر سيف ل ليان التي كانت تجلس بجانب حور تتحدث معها بحماس واشتياق ثم نظر لأخيه مرة أخرى قائلا
جدا يا فهد .
اقتربت منهم چيدا واردف بدموع
هو احنا كمان خلاص كدة بقينا مع بعض صح
أخذها فهد بين وقبل رأسها قائلا بحنو
آه يا حبيبتي .
نظر الجميع ل أسر الذي اردف
بابا احنا هنفضل عايشين هنا مع طنط وفاء وحور صح
لأ يا أسر هنقعد ف مكان تاني بس قريب من هنا .
عبث وجه الطفل وهو يلوي بعبث
ليه أنا عاوز أقعد مع حور وكمان عمي هيفضل هنا اشمعنا هو
لأن عمك متجوز ليان !
حرك الطفل كتفيه ببراءة واردف
خلاص اتجوز حور.
أخذه فهد ليدفن وجهه بداخلها بينما ضحك الجميع عدا حور التي احمر وجهها خجلا مما اردف به ذاك الطفل.
مر الوقت وهم يجلسون معا يتحدثون بأمور عدة ثم قطع حديثهم مجيء الطبيب الذي جاء لرؤية حور بناء على تعاليم فهد.
عقدت حور حاجبيها ليقول فهد بجدية وحزم
حور الدكتور هيطمن على الچرح ويغير عليه ويخلص وترتاحي شوية من السفر .
صعد الطبيب مع حور لغرفتها وليان معهم بينما اردفت وفاء بقلق
چرح ايه يا فهد حور مالها
ابتسم لها بإطمئنان مجيبا إياها
متقلقيش هي أفضل دلوقت بكتير وإلا كدة مكناش سافرنا وجازفت بتعبها الدكتور بس جه يطمن على الچرح وإن شاء الله تكون بخير.
تدخل سيف واردف
فهد انت هتفضل معانا ف الفيلا مش هتمشي.
وشغلي هسيب أسر هنا معاكم وهكون بين هنا وهناكؤ لحد ما أخلص الدنيا هناك ونوفق الأمور والنهاردة هبات معاكم .
رحل الطبيب بعدما أخبرهم بڼزيف في الچرح واعاد خياطته مرة أخرى ورحل بعدما أعطاها تعليمات واوصى على التنفيذ بها وتركوا حور بالغرفة ترتاح قليلا وفعل فهد نفس الشيء ف هو لم يغفو طوال الثمانية وأربعين ساعة الماضية وقبلهم كانت حور بالمشفى ف لم يذق النوم منذ عدة أيام .
بينما حسمت ليان أمرها بأن تخبر سيف بأمر حملها ف قد رأت مدة سعادته لمجرد ذكر هذا الشيء ف ماذا إن قالت بأنه حقيقي
بينما على الجانب الآخر..
وقف مازن پغضب وهو يضع الهاتف على أذنه واردف بنبرة غاضبة
مهاب ! محمد دلوقت بين ايد البوليس ! على الأغلب عرفهم إنك معانا
كان المفروض تنزل تلات وخميس وتلات تاني اللي هو امبارح..ف كدة ليكم عندي ٣ فصول ده أول فصل منهم واتنين تانيين هينزلوا على مدار الليل بأمر الله يعني النهاردة بردوا.
حاجة كمان بقى..
لما شخص