خان غانم سوما العربي
الدقيقتين و خرج ليبدل ثيابه سريعا ثم يطلب قهوته و يدخل مكتبه ليرى الأعمال المتراكمة عليه
فتح الباب و دلف العم جميل يسأل صباح الخير يا ولدي الست سلوى عامله إيه
حاول غانم التحدث و قال كويسه
لترن من جديد صوت ضحكة حلا على ما يبدو أنها مازالت تقف معه
حاول التغاضي أو التظاهر بذلك و قال لجميل فين ورق حسابات مصنع اللحوم
رفع غانم حاجبه الأيمن و سأل پغضب شديد نعم ربع أيه هو ايه اللي ربع مليون
جميل هدي نفسك يا ولدي مش كده صحتك
غانم هو إيه الى أهدي نفسي هو الربع مليون دول بيلعبوا أنت ليه محسسني أنك بتتكلم عن ربع جنيه
ضړب غانم على سطح مكتبه و قال لأ تشوفهولي بقا عشان دي مش أول غلطة هو في ايه ده تاني محاسب مايكملش السنه إلا و في لغبطة و لعب
جميل طب هدي روحك يا ولدي صحتك أنا هشوف شغلي معاه على الله بس ما يطلعش تبع إلي ما يتسمى إلي أسمه صلاح
صمت جميل لثواني ثم قال فيك إيه يا ولدي مش عوايدك
أكل غانم بواطن فمه يخرج فيها غيظه ثم قال ماعلش أنا بس متعصب عشان سلوى و تعبها و كمان المشاكل إلي كل يوم و التاني دي
ألتمعت عينا جميل و قال ضاحكا عيني عليك
يا ولدي أهو العز و المال مش بيجيبوا غير ۏجع الراس ماكنتش طلعت فرد أمن
المشنقة زي عزام الأسود ده
أحتدت أعين غانم و سأل أنت تقصد أيه
التوى ثغر جميل و جاوب صحيح أصلك ما شوفتش جوز الكناري إلي برا هئ و مئ و دلع هنية له و الله
صړخ غانم بقولك تقصد مين
جميل أقصد البت الخدامة الجديدة دي و الواد عزام الحارس بتاعك شكله الحب ۏلع في الدرا
ذهب جميل و وقف خلفه و قال و هو قريب من أذنه هنية له و الله عزام البت فرسة بس فرسة قصيره ههههه
فزجره غانم پغضب ليقول أحمممم أنا بقول تروح تطل على مراتك و تطمن على إبنك و لا إيه
خرج مسرعا من عنده و حاول غانم تذكير نفسه بما عاهد حاله به ليلا يجاهد في طرد تلك الأفكار عنه و أخماد تلك النيران التي تأكله
و ردد بغيظ عادي عادي عادي يا معلم عادي
لم يستطع تناول طعام الإفطار و قرر الذهاب لزوجته هي أولي بالإهتمام
خرج من الباب الداخلي يتوجه لسيارته المصفوفة هناك وجدها مازلت تقف معه هو يتحدث و هي تستمع
فنادى بصوت جهوري حلااااااا
صوته كان نابع من الچحيم زلزل المكان من حوله و أنتبه الجميع
حتى أنها أرتعبت و من شدة الړعب لم تتحرك مما زاد غضبه
و صړخ مجددا هو انا مش بنادي عليكي تعالي حالا
ذهبت لعنده و رافقها عزام مما ألهب الڼار في قلب غانم و هو يراه قادم لجوراها كأنه يعلن مساندته لها فسأله هو انا ناديت عليك إيه إلي جايبك
أرتبك عزام و لم يجد رد فقال غانم أتفضل جهز الحرس عشان رايحين المستى يالا
هز عزام رأسه و قال حاضر
ثم إلتف لحلا و قال لها أدخلي أنتي يا حلا الجو برد أنا هروح أشوف شغلي
هل شعر به أحد فهو على مشارف الإصابه بالشلل فعزام بيه يعطيها أوامر خوفا على صحتها غانم الآن في مرحلة ما بعد الغليان لدرجة أنه لا يجد كلام يعبر عن الغيظ الثائر داخله
و قال و الله على أساس أنها شغاله عندك أنت بتديها أوامر بتاع إيه
عزام أااا ما تأخذنيش يا باشا بس أصل أنا عارف يعني إنك مالكش علاقة بشغلها الست سلوى هي إلي بتوجهاا
نظرة صمت بين رجلين كل منها يمكر بالأخر كل منهما يفهم على الآخر لكن ممنوع البوح
فعزام على دراية بأهتمام غانم بحلا فقد سبق و أرفق كلامه معها بكلمة ست و غانم كذلك على دراية بمكر عزام فمبرره غير مقنع كذلك حين جاء خلفها كأنه يعلن تحدي غير مباشر
أشاح غانم بنظره عن عزام و إلتف لحلا ثم قال و إنتي هو أنا مش ناديت عليكي
حلا نعم يا باشا
غانم أدخلي جوا إي المسخرة إلي أنتي لبساها دي شغل المرقعة ده تعمليه برا مش هنا في بيتي
حلا طب سيبني أطلع برا يا باشا عشان أعرف أتمرقع
كبت عزام ضحكته و أستعرت أعين غانم و هتف پغضب روح شغل العربية
عزام و أجمع الرجالة
نظر غانم بجانب عينه على حلا و رغما عنه قال لأ سيب نصهم هنا
كانت لحظة مضيئة شئ لم يفهمه سوى غانم و عزام
فغانم لا ېخاف سوى على نفسه و الآن فقط سيترك حراسه في البيت لتحميه أو لتحمي شخص مهم لديه
حتى أنه أهم
من سلوى التي لم يترك لها حراس و لا مرام طالما أنه ليس بالبيت
نظر كل من عزام و غانم لبعضهما فتلك أيضا كانت رسالة خاصة غير مباشرة من رجل لرجل كرد منه على
رسالته السابقه
تحرك عزام بصمت تام ناحية السيارات يجهزها و يجمع عدد من الحرس و أعين غانم تنظر له بغيرة واضحة فقد أتى اليوم الذي يغار فيه و من عزام الذي يعمل لديه
إلتف لحلا و قال من بين أسنانه و هو يحاول ألا ينظر لها علامة على عدم الاهتمام روحي أوضتك و أي المسخرة دي يالا
لم تتحرك كانت غاضبة
فتحرك هو و إلا سينهار بالتأكيد
في غرفة سلوى
ركضت على الفراش و هي تضع يدها على معدتها كأنها هكذا تطمئن نفسها أنه هنا مازال هي و هو بأمان
لا يعجبها ابدا إصرار والدتها على أن تخرج من المى لبيت والدها حتى يثنى لها خدمتها هي مصممة على العودة لبيتها هي
تتذكر ذلك اليوم الذي خرجت فيه مع غانم جيدا
عودة بالزمن للخلف
كانت تقف في محل كبير لمتعلقات الأطفال و حديثي الولادة تضع في سلة المشتروات كل ما تقع عليها عيناها
نظرت لعلبة كبيرة الحجم من الغسول ثم قالت و هاخد دي كمان
هز غانم رأسه ثم قال أوكي
جلبت نوع اخر ثم قالت و دي كمان
تنهد غانم و قال زي ما تحبي
نظرت للعقد المتدلي على ها ثم قالت ميرسي يا حبيبي على العقد
ابتسم لها غانم و قال عجبك
سلوى جدا أنت عارف أنا في لون الألماظ الأسود
أبتسم لها غانم ثم قال طيب كملي أنتي بقا الليلة إلي شكلك مش عايزه تخلصيها دي على ما أعمل أنا مكالمة مهمة
لم ينتظر ردها و خرج سريعا ظل يسير و يسير حتى وصل لمحل مجوهرات بنفس المول
و لم يشعر بسلوى التي كانت تسير بنفس الطابق ترى أين ذهب لتراه و هو يشتري ذلك السلسال البسيط و هو سعيد جدا و باليوم التالي وجدته بعنق خادمتها
الوقت الحالي
عادت من شرودها على صوت أمها التي قالت أسمعي الكلام و بطلي نشوفية دماغ لو روحتي البيت عندك أنا مستحيل اجي معاكي مش هقعد في بيت الجدع ده و وجودك لوحدك غلط عليكي
سلوى يا ماما أفهمي مش هينفع أسيب غانم هناك لوحده مع
لم تتحمل والدتها و قاطعتها سريعا بحزم أبنك و لا غانم
لم يحتج الأمر تفكير طويل بالنسبة لسلوى بالطبع فقد جاوبت على الفور مضحية بغانم و من انجبة و قالت بلا أي تردد أو شك لأ ابني
لتقول امها يبقى هنرجع على بيت أبوكي
وصل غانم و حاول تناسي حلا و تحمل والدة زوجته
و في أخر اليوم طلب الطبيب دواء غير متوافر في المى أو بأي صيدليه فبحث عن عزام كي يأخذ السيارة و يبحث عنه لتقول والدة سلوى راح البيت يجيب لبس سلوى و حاجتها عشان هتخرج من المستى على عندي أبعت حد غيرة من الرجاله
وقف غانم پغضب ثم سأل ده من امتى الكلام ده
سلوى من العصر تقريبا
غانم و هو عزام هيغرف يجيب لبس لواحدة ست
والدة سلوى الخدامة الي هناك تبقى تساعده
و على تلك السيرة و الربط بينهما أشتعلت النيران به
ذهب يطلب من أحد رجاله البحث عن الدواء و الذهاب به للمى
و ظل على ناره حتى أطمئن على توفيره ثم ذهب للبيت سريعا
دلف للخان و هو ملاحظ لأثر المطر في الشوارع و الجو البارد
توقف بسيارته عند البيت ليجد عزام واقف و هو يسعل بقوه
نظر له غانم يسأل في أيه
عزام أبدا يا باشا شكلي اخدت دور برد
دلف للداخل و صعد لغرفته دون أن
يلتف خلفه لو نظر خلفه لذهب لعندها و أشبع ه من رائحتها لكنه قاوم
صباح اليوم التالي
كان يهبط درج السلم بخمول و إرهاق واضح أنه لم ينام الليل و قد جافاه النوم
ليبصرها تقف أمامه و هي تلمع أحد التماثيل حاول المرور من جوارها يكبت إهتمامه
لكنه توقف على صوت سعالها و إلتف ليرى أنفها محمر و وجهها خامل باهت
نهش القلق قلبه و سأل حلا إنتي تعبانه
حاولت أن تبتعد عنه و تتجنه يجب عليها ذلك
و هو يشعر بدلك المرار الذي حاول الإبتعاد عنه طوال عمره لكن على ما يبدو أنه يلاحقه
فقد شعر پخوف شديد و قلق عليه فرق صوته و هو يقول لأ شكلك تعبان تعالي أرتاحي لازم