السبت 23 نوفمبر 2024

بقلم شاهنده

انت في الصفحة 8 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

لينا روحنا.
ده واجبي هند أختي ومكنش ينفع أتصرف غير كدة.. الحقيقة اللي يستاهل الشكر انت وأدهم لإنكم فوقتوني في الوقت المناسب.
ابتسمت ابتسامة خفيفة وهي تقول
شكلك تعبان هسيبك ترتاح شوية وحمد الله على سلامتكم انتوا الاتنين.. عن اذنكم.
ماتقعدي يابنتي.
معلش ياطنط مش هينفع أسيب ماما لوحدها أكتر من كدة.. سلام.
هزوا رءوسهم فغادرت الحجرة تتابعها أعينهم قبل أن تقول منيرة
بنت حلال وطيبة.. والطيب في الزمن ده حظه قليل.
قطب خالد جبينه قائلا
ليه بتقولي كدة ياماما
خالتك نبيلة حكيتلي حكايتها خطيبها ماټ قبل فرحهم بأسبوعين العمارة اللي فيها شقتهم وقعت وهو جواها وجالها اڼهيار عصبي وكانت هتروح فيها.. تعرف ايه اللي فوقها وخرجها من اللي هي فيه
طالعها متسائلا فأردفت
اللي حصل لهند لقتها محتاجالها فنفضت ضعفها عشان تقوى وتسند اللي أغلى عندها من نفسها.. مش قلتلك بنت حلال.
قال أدهم بحزن
بنات عاشوا مآسي وهم لسة في عز شبابهم بس ربنا هيجبرهم بإذن الله.
قالت منيرة
ونعم بالله ياأدهم.
ظل خالد صامتا وهو يشعر بقلبه يشفق على هذه الفتاة يود لو بيده شيء يفعله يمنحها به سعادة يدرك أنها تستحقها.. لاشيء برأسه الآن.. حسنا سيفكر لاحقا اما الآن فسيغمض عينيه ويستسلم للنوم حتى يستعيد عافيته وقدرته على التفكير.

انت بتقولي ايه ياخالتي.. أنا ليا أخ وهو اللي اتبرعلي بنخاع العضم وأنقذ حياتي كمان
قالت صفية
شبهك قوي ياهند آخد عنيكي وعنين خالتي محاسن الله يرحمها.
بينما قالت نبيلة
والله ده اللي حصل يابنتي.. أنا مرضيتش أقولك المفاجأة دي أول مافوقتي واستنيت لما نقلوكي أوضة عادية عشان أقدر احكيلك عنه وأكون متأكدة انك هتتحملي الخبر.. سامحيني يابنتي لو خبيت عليك طول السنين اللي فاتت دي بس انا كان كل همي مزعلش خالد ولا أكسر قلبه لما يعرف الحقيقة وربنا العالم لولا مرضك ويأسي انا مكنتش هقوله وكان السر ده هيندفن معايا.
اغروقت عينا هند بالدموع وهي تقول
أسامحك ايه بس ياحبيبتي انت قدمتيلي اكبر هدية مش حياتي لان حياتي مكنتش فارقة معايا بعد اللي حصلي.. انت اديتيلي أمل في بكرة.. أخ وسند.. ماهو اللي يعمل زي اللي خالد عمله ليا من غير مايعرفني يخليني أعرف انه بجد الأخ اللي اتمنيته طول عمري.
وإنت كمان الأخت اللي اتمنيتها طول عمري.
تطلعت هند إلى خالد الذي ظهر على عتبة حجرتها عرفته من كلماته وعيونه التي تشبه خاصتها.. همست قائلة
خالد.
هز رأسه فأدمعت عيناها قائلة
ازيك ياأخويا.
بخير طول ماانت بخير ياهند.. عاملة ايه دلوقتي
خفيت بفضل ربنا وبفضلك.
جلس جوارها يمسك يدها فتمسكت بيده يطالعان بعضهما البعض بصمت وعيون تبكي دون صوت.
مش كفاية بكا ياولاد احنا المفروض نفرح مش نعيط.
طالعت هند المتحدثة فوجدتها سيدة كبيرة في السن أنيقة ترفع شعرها على هيئة شنيون وتبدو عليها الطيبة بينما يقف جوارها شابا وسيما يطالعها بدوره تساءلت عن هويتهما فأسرع اخيها يقدمهما إليها قائلا
دي أمي وده اخويا وابن خالي وصاحبي وشريكي أدهم.
ابتسمت قائلة
تشرفنا.
هل تبتسم الملائكة وهل تغرد أيضا
هذا مافكر فيه أدهم وهو يستمع إلى صوتها لأول مرة.. آفاق من أفكاره على صوت منيرة وهي تقول
الشرف لينا يابنتي.
نهض خالد فقالت هند بلهفة لم تخفي على عيونه
رايح فين
ابتسم قائلا بحب
مش رايح في حتة.
ليميل ويربت علي يدها مردفا بحب
احنا خلاص لقينا بعض ومش هنفترق تاني ياحبيبتي.
ليستقيم قائلا
أنا بس هسيبك ترتاحي شوية وهرجعلك تاني عندنا كلام كتير لسة مقلناهوش.
ابتسمت فابتعد مغادرا مع والدته وصديقه الذي استدار يلقى عليها نظرة أخيرة قبل أن يختفي خلفهم لتقول خالتها بحنان
حنين قوي زيك وزي مامتك الله يرحمها.
بينما قالت صفية
اهو لو كنت شفتيه أول مرة كنت قلتي انه واحد تاني خالص غير اللي كان واقف قدامنا ده.
الصدمة يابنتي تجنن أي حد وخصوصا واحد زي خالد عاش كل السنين اللي فاتت دي ميعرفش أمه وفاكر انه عايش بين أهله الحقيقيين.
بس طنط منيرة حنينة قوي.
وأنا كنت هرضي أدى خالد لحد الا لو كنت متأكدة من حنيته عليه يابنتي.
استمعت لهم هند دون أن تشترك معهم في الحديث تكتفي بابتسامة سعيدة تحمد الله على ظهور خالد في حياتها.. هذا الأخ الذي لولاه لضاعت حقا إلى الأبد انه عوض الله لها وكم يكون عوضه.... جميلا.
يتبع
الفصل الثامن
كانت وردة تنام في سريرها حين فوجئت بحماتها ټقتحم الحجرة قائلة
لسة نايمة يابرنسيسةبقالي ساعة بنادي عليكي.
اعتدلت جالسة تفرد جسدها بغنج قائلة
ومنامش ليه يامرت عمي مش لساتني عروسة جديدة
اتسعت عينا نجية باستنكار قائلا
عدا عشر أيام علي فرحك وتقوليلي عروسة جديدة
حدانا في البلد بيتجال عليها عروسة جديدة لحدن ماتجيب الولد.
قالت نجية بسخرية
حدانا بقي هو أسبوع وبتقوم تشوف اللي وراها يابرنسيسة.
هبطت وردة من السرير وذهبت تجاه المرآة جلست علي الكرسي أمامها وأمسكت الفرشاة تمشط شعرها بهدوء قائلة
وأني ورايا إيه يعني غير اني أتزوج لجوزي عشان أبسطه.
لا ياعينيا وراكي كتير وراكي مسيح وترويق الشقة وطبيخ كمان.
لما أني هعمل كل ده انت هتعملي ايه
اقتربت منها نجية تمسك يدها و تجعلها تنهض لتواجهها پغضب قائلة
بت انت اتعدلي ليمين الله أقول لابني وأخلي أيامك سودة معاه.
نفضت وردة يدها قائلة بتحدي
انت اللي فوجي ياحماتي واسمعيني منيح أني مش هند اللي عتديها فوج دماغها وتسكتلك لع ده أني لحمي مر جوي.. هتسممي ودان جوزي من ناحيتي هجول لأبوي وده عيزعله وانت عارفة منيح كبير الهوارية لما يزعل ايه اللي ممكن يحصل مش عجولك انه عيمنع عنك خيره اللي مغرجك من يوم مااتجوزت ولا عجولك انه ممكن يسحب ماله من محل ولدك .. لاه.. ده زعل أبوي ميراضيهوش غير الډم.
اتسعت عينا نجية تقول پخوف
وليه يابنتي بس وانا يعني كنت عملت ايه
رفعت وردة إحدي حاجبيها وهي تعاود الجلوس امام المرآة تمشط شعرها قائلا
انت أدري بعمايلك السودا يامرت عمي الوجت مشي من كدامي وروحي شوفي اللي وراكي جبل جوزي مايعاود وحسك عينك تجولي انك عملتي إكده ولا إكده وإلا انت خابرة.
أطرقت نجية برأسها تمشي بخطوات منكسرة تجاه باب الحجرة قبل أن تغادرها تطالعها وردة من خلال المرآة قبل أن تبتسم بانتصار قائلة
أشكال متاجيش غير بالعين الحمرا.. اصبري عليا يامرت عمي.. هو انت لساتك شوفتي حاجة.. اللي سمعته عنك مش جليل ولازمن أخلصه منيكي.. وجبل ما تملكي اللي ترميني بيه من البيت زي كلاب السكك هكون أني
رامياكي يامرة سو.

ناشدت في كنفك الأمان فسلبتني إياه وتخليت عني حين كنت في أمس الحاجة إليك.. 
كانت حياتي معك أوهاما صنعتها يداي.. چريمة اقترفتها دون قصد.. 
كنت أري الضعف بداخلك فأشيح بوجهي عنه حتي لا أراه.. 
لم أرغب في رؤية حقيقتك فقد أعماني الهوي واستسلمت له.. 
لم تفكر في أبدا بل كانت ذاتك محور تفكيرك.. وحين أردت اهتمامك لفظتني من حياتك.. 
وقد رحلت حين انتهت أسباب البقاء آملة في أن تلحقني نادما.. فصفعتني الحقيقة بقسۏة
متخاذل أنت فخذلتني وكسرت قلبي حين خنت الوعود وتركتني.. 
صار الچرح بداخلي يحذرني ألف مرة من أمثالك أشباه الرجال فقد كانت الفعلة شنعاء و الأعذار أقبح من الذنب.. 
اتمني أن لا أراك ثانية حتي بالصدفة كي لا تستيقظ الآلام وتذكرني بخيبة الأمل لقلبي الذي كان وفيا صادقا في الحب فكوفئ بالخېانة.. 
قد نغفر نحن النساء لطفل صغير يخطئ ولكننا لا نستطيع أن نغفر لرجل يدرك ما قد تصنعه أفعاله بقلوبنا من كسر وحړقة.. ان لم نأخذ بثأرنا تركناه لثأر خالقه فقد أخبرنا نبينا أنه كما تدين تدان.
أغلقت هند أهدابها علي دموعها راجية المولي أن تنسي هذا الچرح الذي كلما لامست قلبها تذكرته لا تتمني لغادرها شړ أو خير ترغب فقط في النسيان وكأنها لم تره قط ولم تتزوجه.
طرقات علي الباب جعلتها تمسح دموعها بسرعة سامحة للطارق بالدخول دخل اخاها قائلا بابتسامة
جاهزة
ابتسمت بدورها تهز رأسها قبل أن تتطلع إلي الحجرة قائلة
مش قادرة أصدق اني خلاص همشي من الأوضة دي.. يمكن اللي قعدته فيها شهر بس حاسة اني بقالي سنين جواها.. هند قبل ماتيجي المستشفي دي كانت واحدة وهند اللي خارجة منها واحدة تانية خالص.
اقترب منها يقول بحنان
انسي ياهند.. انسي اللي شفتيه كله ياحبيبتي وخليكي في اللي جاي.. واللي جاي أكيد أحلي.
طالعته بحب قائلة
انت وخالتي وصفية اللي مدييني الأمل ده في بكرة.
طب يلا.. هم مستنيينك في العربية.
ابتسمت قائلة
وحشني البيت ياخالد ووحشتني أوضتي.
قطب خالد جبينه قائلا
بس انت مش رايحة البيت.
عقدت حاجبيها بحيرة قائلة
أمال رايحة فين
علي بيتي طبعا.
اتسعت عيناها پصدمة قائلة
مش هينفع .
ليه بس
عشان حاجات كتير زي مثلا طنط منيرة.. مش عايزة ازعجها بوجودي ده غير اني مقدرش أبعد عن خالتي و صفية تاني أنا ماصدقت رجعت لحضنهم وحسيت وياهم بالأمان من تاني.
قال خالد بعتاب
وهو بيت أخوكي مش هتحسي فيه بالأمان ياهند
مش قصدي بس...
قاطعها قائلا
مفيش قدامك اختيار.. مرواحك ويايا بالإجبار ولو هنتكلم بقي فهنقول ان ماما هي بنفسها اللي طلبت مني تعيشي ويانا.. حبتك ياستي زي بنتها وزي مابتحبني تمام.. ولو كان علي خالتك وبنتها فاطلبي منهم ييجوا يعيشوا معانا.. انا عايز اقولك ان ماما حبت خالتك وبقوا اصحاب علي الآخر اما صفية فتقريبا حبيتها أكتر مني انا شخصيا.. ملكيش حجة دلوقت.. ها.. ايه رأيك
ظهر التفكير علي وجهها فامسك خالد يدها قائلا
يا هند أنا ماصدقت لقيتك وحابب أكون جنبك وبوضع شغلي والبيت هيكون وجودي معاكي وقت قليل وده بجد هيزعلني.
وجد ابتسامة تتسلل إلي ثغرها وهي تقول
ماعاش ولا كان اللي يزعلك ياخالد.
تهللت أساريره قائلا
يعني وافقتي
هزت رأسها بالإيجاب فاتسعت ابتسامته قائلا
يبقي خلينا منضيعش وقت.
أمسك حقيبتها في يد وتمسك بيدها في يده الأخري قبل أن يغادرا الحجرة بقلوب سعيدة كوجوههما تماما.

أسرع الخطي.. تأخر اليوم علي غير العادة.. وما ان دلف إلي الشارع حتي وجد عيونه تتعلق بالشرفة.. وكم خاب الأمل حين وجدها خالية مغلقة الباب لينكس رأسه وقد شعر پألم في قلبه وغصة في الحلقهدأت خطواته رويدا رويدا حتي صار يجرها جرا تجاه المنزل صعد درجات السلم ثم فتح الباب وجد الردهة مظلمة ففتح كشاف هاتفه حتي لا يشعل الاضاءة ويزعج والدته دلف إلي حجرته واغلق الباب ليراها نائمة علي ضوء مصباح الأباجورة الصغيرة شعر بالاختناق حين اجتاحه الحنين إلي زوجته السابقة يقارن بينها وبين وردة مجددا فخسړت وردة دون شك.. فهذه

انت في الصفحة 8 من 14 صفحات