اسراء عبد اللطيف
و هي تضيق عيناها أحسن يا مريم تساتهلي ...ربنا يجعل كل أيامك سواد زي ما خليتي عيشتي كلها سواد ... و أنا هعمل اللي أقدر عليه علشان أدفعك تمن السنين السوده اللي عشتها بعيد عن كريم ...!!
و كأن شيطانها قد سمعها ففي هذه اللحظه رن هاتف بسمه ...
نظرت بسمه إلي الهاتف و بمجرد أن رأت الاسم حتي أتسعت عيناها و أنفرجت أساريرها .. فردت علي المتصل قائله
..................................
في عمارة مريم و عمر ...
كان يجلس عمر علي مكتبه بمكتب الهندسه الخاص به واضعا وجهه بين كفيه ..
طرقت السكرتيره طرقات خفيفه علي الباب فأذن لها عمر بالدخول ...
السكرتيره
_ الشغل الجديد الخاص بالفندق خلص يا فندم ...
رفع عمر وجهه ناحية السكرتيره و قال بهدوء
لوت السكرتيره فمها في ضيق و قالت بإمتعاض قبل أن تخرج و تغلق الباب خلفها
_ حاضر يا فندم ... عن أذنك ..
بعد أن خرجت السكرتيره من المكتب
تنهد عمر بهدوء قائله بنبره منخفضه
_ لا يا بسمه .... مش هتكوني لغيري .....!!
_ ها يابنتي أيه رائيك ...!!
قالها عبد الله والد بسمه ...
تنهدت بسمه في هدوء
_لا ... مش موافقه يا بابا ..
وكزت راويه ابنتها بسمه في كتفها قائله پغضب
_ إنتي هتجننيني يا بت .... هو ده عريس يترفض ...!!
نظرت بسمه الي امها قائله
_ عاجبك يا ماما ...!
_ طبعا ..
_ خلاص اتجوزيه إنتي .. عن أذنكم عندي مشوار مهم ...
قالتها بسمه بسخريه و هي تهم بالمغادره ...
نظرت راويه الي زوجها عبد الله و قالت
_ ينفع عمايل بنتك دي يا أبو يوسف ...!
تنهد عبد الله في أسي قائلا
_ ربنا يهديها و يرزقها بالزوج الصالح ...
جلست مريم أمام الطبيب مكرم و هو أخصائي للنساء و التوليد .
_ ها يا دكتور ... ليه ما حصلش حمل لحد دلوقت ...!!
نظر اليها الطبيب قائلا بجديه
_ بصي يا مريم ... إنتي كان عندك شوية مشاكل بسيطه و أهو يعتبر أتعالجتي منها خلاص الشهور اللي فاتت ..
قطبت مريم حاجبيها قائله
_ طيب لما أنا أتعالجت ... ليه ماحصلش حمل برضو ....!!
_ بصي يا مريم ...... أنا هطلب منك شوية تحاليل إنتي و جوزك أستاذ عمر .... بس لازم تعملوهم ...!!
_ طيب تمام ...تحاليل ايه دي..!
أمسك الطبيب بقلمه و أحضر و رقه و كتب فيها شيئا ما و قال و هو يعطيها الورقه
_ الروشته أهي مكتوب فيها أسامي التحاليل المطلوبه ... و كمان كتبتلك اسم معمل كويس تعملي فيه التحاليل ...
أخذت مريم الورقه من الطبيب و قالت بأبتسامه قبل أن ترحل
_ طيب يا دكتور ... عن أذنك ..
_ عايز أيه مني تاني يا كريم ....!
قالتها بسمه و هي عاقده ذراعيها أمام صدرها ..
نظر إليها كريم الجالس علي تلك الآريكه بالصاله فوقف قائلا
_ عايزك يا بسمه .... أنا بحبك ...
ضحكت بسمه عاليا و قالت بسخريه
_ جايبني من بيتي لحد شقتك علشان تقولي كده ... لا برافو عليك فعلا ..
_ أنا معرفتش بقيمتك غير لما ضيعتي مني ...!!
طول عمري بجري
ورا مريم و هي و لا حست بيا
نظرت اليه بسمه و الدموع تتجمع في عينيها قائله بمراره
_ دلوقت حسيت ... أنت أكتر واحد أنا حبيته يا كريم و ممكن أعمل أي حاجه علشانك .... بس أنت عمرك ما حسيت بيا خالص ... و لما حسيت كان خلاص الوقت فات .... ما بقاش ينفع يا كريم ...
قطب كريم حاجبيه و قال ناكرا
_ يعني أيه ماينفعش .... قصدك أيه يا بسمه ...!!
أزاحت بسمه يده عنها بهدوء قائله بحزن قبل أن ترحل
_ يعنى خلاص يا كريم أنا و أنت حكايتنا أنتهت ... أنا مش عارفه هقدر أزاي أعيش من غيرك مع واحد تاني .... بس لازم أحاول .... أنساني يا كريم ... زي ما أنا بحاول أنساك ...
_ أستني بس يا بسمه ماتمش ....
و لكن كانت قدخرجت بسمه من الشقه و صفعت الباب خلفها بقوه ...
جلست بسمه علي أحد درجات السلم تبكي بمراره و تندب حظها ... و لكنها توقفت و رفعت يديها لتمسح دموعها بكمها قائله بتوعد و هي تصر علي أسنانها
_ و حياتك يا مريم ما هسيبك .... هخلي حياتك عڈاب زي ما خليتي حياتي عڈاب .... مش هتدوم حياتك مع عمر كتير .......!!
الفصل_الحادي_عشر
خرجت بسمه من العقار الذي يقطن به كريم و أخرجت هاتفهعبثت بأزراراه ثم وضعته علي أذنها منتظره الرد ليأتيها الصوت فردت قائله بحزن
_ألو أيوه .... أنا لازم أشوفك بكره ضروري .....