يتيم في حضرة أمي
الدعوة وسعادتي هنا معكما أتخلى عنها رغما عني وأدعها ترحل للأبد.
قلت بصوت متهدج النبرات خلي بالك من أمي.
أومأت برأسها ودموعها تترقرق في عينيها قائلة بهمس في عينيا!
عيناك.
آه من عيناك.
تلك العيون التي تطارد أحلامى وواقعي.
عيون في مثل عتمة الليل ولكنها تنير ظلمات قلبي حين تتمثل أمامي.
أستودعك ربي عسى أن يمنحك تلك السعادة التي تمنيتها لي.
قالت تحية بحزن يابت بطلي بكا بقى وجعتي قلبي.
قالت وردة وهي تمسح دموعها بكمها في ألم مش قادرة ياخالتي مش قادرة أمنع دموعي كل ما أتخيل إنه النهاردة هيبقى ملك واحدة تانية واحدة هتحبه وتاخد بالها منه غيري واحدة هتديله كل اللي كان نفسي أديهوله بس للأسف مقدرتش. مقدرتش أكون من نصيبه ولا هو بقى نصيبي.
قالت وردة بمرارة لقاها ياخالتي متقلقيش عليه خطيبته حلوة أوى وبنت صحفي كبير يعني مال وجمال وأصل.
عقدت تحية حاجبيها قائلة بنت صحفي كبير إسمها إيه خطيبته دي وعرفتي شكلها منين ياوردة
نهضت وردة واتجهت إلى تلك الخزانة في الحجرة لتخرج منها إحدى الجرائد ثم تتجه بها إلى تحية قائلة بحزن
إسمها صافيناز خبر فرحهم منشور في جرايد النهاردة ومنزلين صورهم كمان.
كانت تحية تفتح الجريدة بسرعة لتقع عيناها على الخبر تتسع عيونها في صدمة وسط حيرة وردة ثم مالبثت أن رفعت عيونها إلى وردة قائلة بتوسل
قالت وردة بدهشة هدومك! ليه. رايحة فين ياخالتي
نهضت تحية من السرير وهي تقول بصرامة رايحة أمنع مصېبة. مصېبة ياوردة.
كنت واقفا في مكاني أتأمل الحضور بقلب حزين أشعر بأني على وشك إرتكاب أكبر خطأ في حياتي ولكني لم أحرك ساكنا لأمنع نفسي بل تعلقت عيوني بخطيبتي التي تألقت بذلك الفستان الأبيض تتجه نحوي ويدها في يد أباها يصطحبها إلى عروسا وجدتني أتقدم بإتجاهها مرغما وعيون والدي مسلطة علي يرمقني مترقبا أمسكت يدها بيدي لم أستطع تقبيل جبينها كما كان من المفترض بي أن أفعل بل أخذت بيدها متجهين إلى مكان جلوس العروسين أشعر بحنقها ولكنني حقا لم أبالي.
لألتفت فأجدها تقف في منتصف المنزل تستند إلى وردة التي طالعتني پألم امتزج بحيرة بينما سرت الهمهمات في المكان ووالدي يتبادل مع عمي صلاح نظرات غاضبة قبل أن يسلطا نظراتهما على أمي لأدرك أن القادم لا يبشر بالخير لا يبشر بالخير أبدا.
عندما يتعرض الإنسان لصدمة مفاجئة لم يضعها في توقعاته يصيبه الجمود الذي قد يؤدي إلى إنهياره كلية هنا يجد نفسه بحاجة إلى إيجاد تلك القوة بداخله ليجمع شتات نفسه ويواجه تلك الصدمة ليستعيد ذاته من جديد.
كنت في تلك الحالة من الصدمة التي شلت أطرافي ليجمع شتات نفسي رؤيتي لأبي وهو يتجه إلى أمي وعلى وجهه إرتسمت ملامح الشړ تركت يد خطيبتي وهرعت إلى أمي أقف أمامها لأكون بينها وبين أبي الذي قال پغضب
وليكي عين تيجي تورينا وشك تاني يافاجرة حاسب من وشي يازفت الطين إنت.
لأقول متوسلا يابابا إسمعني أرجوك. ماما...
قاطعنى مصډوما ماما!
لتنتفض ملامحه ڠضبا وهو يستطرد هادرا إياك أسمعك بتقول الكلمة دي تاني إنت متعرفش الست دي عملت إيه في أبوك.
قلت برجاء مظلومة والله مظلومة.
نقل أبي بصره بينى وبين أمي قائلا بسخرية مظلومة مش كدة آه الظاهر إنك شفتها قبل كدة وإتكلمتوا كمان قلتيله إيه ياتحية خدعتيه زي ماخدعتيني زمان بملامحك البريئة دى.
نظرت أمي لأبي پألم قائلة قلتله الحقيقة ياسعيد الحقيقة اللي قلتهالك زمان وأنت مصدقتهاش ورميتني في الشارع زي الكلاب. بس هو صدقني. تعرف ليه لإنه مش ظالم زيك.
قال أبي پغضب ظالم أنا ظالم! عايزاني أرجع من السفر ألاقي عاصم في شقتي مع مراتي نص